مقدمة كتاب الأساليب الحديثة في حماية الشخصيات الهامة

saber gouiez الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 11:24 pm

المقدمة

1-    موضوع البحث وأهميته :

يعتبر موضوع حماية الشخصيات الهامة من أهم الموضوعات التي تفرضها الظروف المحيطة خاصة بعد تصاعد حجم عمليات الاعتداء على هذه الفئة بشكل يدعو إلى أهمية دراسة هذه الظاهرة والتصدي لها ويزيد من أهمية هذا الموضوع أن الاغتيالات ليست وقفا على دولة دون غيرها، ولكنها تعم مختلف الدول، وليس أدل على ذلك من الأخبار التي تتناقلها وكالات الأنباء عن الحوادث الاغتيالات أو محاولات الاغتيالات المستمرة في مختلف دول العالم، وعلى مختلف أنواع الشخصيات ذات الأهمية، وتبرز هذه الحقيقة إذا عددنا بعض محاولات الاغتيالات مثل محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي رونالد ريجان والذي يعتبر رئيس دولة عظمى، وغيره من زعماء العالم لدول عظمى.

لذا فإن عملية الاغتيالات أصبحت عملية تستهدف أي شخصية هامة بغرض إحداث بلبلة في الرأي العام لتلك الدول التي تنتمي لها الشخصية.

ولا شك أن تكرار حوادث الاغتيالات في دولة واحدة يؤدي إلى زعزعة ثقة المواطنين في الدولة ممثلة في أجهزتها الأمنية المسؤولة عن توفير الأمن بمفهومه الشامل للأرواح والأموال والأعراض، وعملية الاعتداء على الشخصيات الهامة تعتبر عملية متعددة الأطراف بمعنى أن بها جناة قد يكونون منتمين لجنسيات مختلفة، وهناك المجني عليهم كما أن هناك أبرياء أيضا يتعرضون للأذى كأفراد الحراسات أو الجماهير المصطفة على جانبي الطريق أو المتواجدين في مكان الاحتفال أو ممن يتواجدون في مقر سكن أو عمل الشخصية والذين سيتضررون من جراء تلك العمليات لاسيما تلك الحوادث التي يستخدم بها المتفجرات والتي لن يكون لها هدف معين.

كذلك في حوادث إطلاق النار التي تستهدف شخصية معينة، فقد يكون هناك احتمال أخطاء الطلقة لهدفها فتصيب شخصا بريئا.

ومن هذا يتضح أن موضوع حماية الشخصيات الهامة موضوع هام يمس عديدا من المصالح وأيضا يتفرع لمواضيع عديدة كلها قابلة للبحث والدراسة.

2-    منهج البحث

اتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي والذي يتم من خلاله عرض تطور صنوف حماية الشخصيات الهامة من العصور الإسلامية وكذلك الوقوف على تحديد دقيق للشخصيات الهامة مع تحليل للأساليب المتبعة في هذا المجال واستعراض للتطبيقات العملية التي يجب أن تتم وفي مختلف الظروف المحيطة بالشخصيات الهامة على مدار الأربع والعشرين ساعة.

3-    مشكلة البحث

من خلال استعراضنا السابق يتضح أن حماية الشخصيات الهامة مشكلة عامة بمعنى أنها لا تخص دولة دون أخرى، ومواضيع بحثه عديدة وفي عدة مجالات وارتأيت أن يقتصر بحثي على الوسائل والأساليب المتبعة لحماية الشخصيات الهامة، وكذلك بعض الأساليب الحديثة التي تهدف للاستفادة من العلوم الحديثة لحل المشكلات المعاصرة التي من ضمنها حماية الشخصيات الهامة.

4-    أهداف البحث

يهدف الباحث من خلال بحثه هذا إلى استعراض للشخصيات الهامة بعد تحديدها ومعرفة الأسباب الكامنة وراء ارتفاع نسبة الاغتيالات، وكذلك البحث عن إمكانية وضع خطة أو نمط مثالي يمكن اعتباره قاعدة عامة لعمليات الحماية، ويسعى الباحث أيضا لمعرفة نجاح الخطط الأمنية الموضوعة والتي ستوضع لحماية الشخصيات الهامة.

5-    نطاق البحث

سيكون نطاق البحث بصفة عامة حماية الشخصيات والأساليب المتبعة في ذلك في ظل الظروف العادية لكل الدول وهذا يعني استبعاد الدول التي تكون في حالات استثنائية كالحروب الداخلية (كلبنان) فأمر الحماية هنا يحتاج لإجراءات غير عادية وعلى مستوى كبير جدا قد لا يحتاجه غيرها من الدول.

6-    الصعوبات المنهجية

إن هذا البحث ليس إلا محاولة جادة في تلمس السبل والأساليب التي تكفل توفير الأمن والحماية للشخصيات الهامة، وما دفعني لاختيار هذا البحث بالذات رغم صعوبته الناتجة عن أهمية ما سيلقى من خلاله هو عدم طرقه من السابق بالرغم من أهميته في ظل الظروف الراهنة، ولا أعني بهذا أن بحثي هذا هو الوحيد المعد في هذا المجال ولكن قد يكون أول موضوع يطرق بصورة مفصلة كرسالة علمية في المركز العربي، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها عند اختيار البحث المتمثلة في عدم وجود مراجع وندرتها ولا أقول بأنني بذلت الجهد الخارق ولكن أقولها بصدق أن ما بذلته من جهد في سبيل جمع المادة العلمية الذي احتواها البحث لهو جهد شاق، وهنا أشير بأنه لولا توفيق الله سبحانه وتعالى وعونه لي أولا ثم مساعدة المشرف على البحث لتراجعت عن الاستمرار فيه، لأن ما بذلته من جهد به كفيل بأن أبحث أي موضوع آخر وأوفيه حقه.

وليس هذا من باب اختلاق العذر لما سأقدمه ولكن لأوضح بأنني عانيت الكثير في سبيل تقديم بحثي المتواضع والذي اعتبره بداية متواضعة لمن يريد طرقه من الزملاء مستقبلا.